رونالدو يعود الى فريق اسي ميلان الايطالي
انتقال النجم البرازيلي رونالدو الى فريق اسي ميلان وعودته الى الدوري الايطالي، الذي ذاق فيه الأمرّين ولم يحقق فيه بطولة دوري واحدة مع فريقه السابق انتر ميلان، هو أكبر دليل على تمّيز هذا اللاعب الذي لا يرفض الاستسلام ويقبل بالعودة الى الدوري الملقب "بمقبرة المهاجمين" –المقصود الدوري الايطالي - وهو في أكثر نقطة انخفاضا في حياته الكروية.
ورغم أني رفضت كثيرا تشبيه رونالدو بروماريو النجم البرازيلي الكبير، في كل مناسبة ثارت فيها أسئلة عديدة حول من الأفضل بينهما، لاعتقادي بأن لا مثيل لروماريو في البرازيل كمهاجم بكل ما تحمله الكلمة، إلا أني أحترم جدا التحدي الكبير الظاهر من رونالدو الذي فاز بكل لقب ممكن في مسيرته الكروية - ما عدا بطولة الدوري الايطالي وكأس دوري أبطال أوروبا- ومزق شباكا لا تعد ولا تحصى، واحترم رغبته الشديدة بخوض تحد من نوع أخر، وهو تحدي قد يطيح به الى الهامش في حالة فشله في الصمود أمامه وتحطيمه.
الكثير من النجوم مكان رونالدو في عمره ( 30 عاما ) كانوا سيفضلون الاحتراف في دوري اوروبي أخر غير ايطاليا، التي تعتبر فيها بطولة الدوري أقوى بطولة أوروبية بنظر الكثيرين من نقاد اللعبة رغم الفضيحة الأخيرة التي ضربت مصداقيتها، لكن رونالدو اختار ايطاليا مرة اخرى وليست هذه صدفة بنظري، واختار اسي ميلان لحاجته له ولأنه رأى به المنصة الكبرى التي بإمكانه العودة منها الى المجد والقمة الكروية بعد ألقاب عديدة ألصقت به كالسمين والفاشل الذي ولى عهده في ريال مدريد.
فرونالدو الذي يصارع على مكانته الرفيعة الضائعة أمام الملايين من محبي الكرة في البرازيل ليفرض نفسه بقوة في ظل تألق رونالدينيو في برشلونة، رأى أنه من أجل استعادتها عليه أن يبقى في العناوين بقوة فاختار اسي ميلان في خطوة ذكية جدا.
فمن مثل رونالدو يعرف الدوري الايطالي وظروفه الصعبة؟ ومن مثل رونالدو شرب كأس المر من عمالقة الدوري الذين هزموه "وداسوا عليه" في المسابقة على الظفر باللقب عندما لعب للانتر.
حتى عندما كان رونالدو قريبا قيد انملة من البطولة الايطالية جاءت تلك المباراة أمام يوفنتوس في عام 1998 والتي خسرها الانتر بركلة جزاء 11 مترا في لقاء قامت الدنيا في ايطاليا بسببه ولم تقعد لقرارات الحكم الغريبة، وليخسرها الانتر مع مدربه غيغي سيموني المسكين.
حتى في موسمه الأخير في ايطاليا مع الانتر بكى رونالدو بمرارة.
ففي الخامس من شهر مايو من عام 2002 خرج انتر ميلان للعب أمام لاتسيو في الاسبوع الأخير للدوري، وكان بحاجة للفوز لتحقيق بطولة الدوري حتى لو فاز اليوفي أو روما في مبارتيهما ( كانا المنافسان الرئيسيان للانترعلى لقب الدوري حتى الاسبوع الاخير) لكن الانتر بقيادة المدرب هيكتور كوبر الأرجنتيني خسر أمام لاتسيو بأربعة أهداف مقابل هدفين. أما اليوفي ففازعلى اودينيزي 0 – 2 واحتفل ديل بييرو وتريزيكه مهاجماه بلقب الدوري وسالت دموع رونالدو الغزيرة.
هناك حساب مفتوح بين رونالدو والدوري الايطالي ولكونه لاعبا واثقا من نفسه وعطائه وقدراته قرر العودة ليغلق الحساب الشائك والمعقد والصعب المتراكم بينه وبين الكالتشيو، عله ينجح في ذلك ويعود الى مكانته الكبيرة التي سبق وأن نظر منها الى خصومه عندما كانوا يلهثون للحاق به وأولهم رونالدينيو الذي أطاح به واحتل مكانته في العالم.
رونالدو...يخوض أخر لعبة في حياته. فإما يفشل ويعود الى البرازيل الى أحدى الفرق هناك لينهي مسيرته، أو يحترف في دوري من الصف الثاني في أوروبا والعالم ، أو يستعيد مجده من جديد مع الميلان.